الأستاذ المساعد الدكتور علي زهير هاشم الصراف معاون مدير مركز دراسات الكوفة محاضرة ضمن سلسلة سمنارات مركزنا الأسبوعية في العام الدراسي 2020ـ2021 بعنوان: “أوروبا والرحلة نحو المشرق في العصور الإسلامية ـ رحلة كلافيخو أنموذجاً”. فقد ركزت المحاضرة على تاريخ معرفة أوروبا عن الشرق وكيفية هذه المعرفة إذ أنها كانت ترتكز على الأدب القصصي الأسطوري التي عمّقته الأيام والأزمنة والمعتقدات الدينية السائدة في العصور الوسطى، فقد ظلت هذه المعرفة ضبابية لبرهة من الزمن عدى تلك المناطق من أوروبا التي شهدت اتصالاً بالمسلمين والحضارة الإسلامية.
ثم ذكر المحاضر أن الرحلات الأوروبية إلى المشرق كانت قبل القرن الرابع عشر الميلادي تعدّ نوعاً من التكملة للج إلى الأراضي المقدسة وأنها لم تقتصر على العنصر المسيحي فقط، بل شملت اليهود أيضاً باعتبار أن الأراضي المقدسة تحتوي على أماكن مقدسة تخصّهم.
كما ورد في المحاضرة أن هذه الرحلات أخذت تنضج علمياً بعد هذه الفترة بقليل إلا أنها ظلت تحمل الطابع التبشيري، وقد أخذ هذا النشاط يزدهر في المشرق مروراً بالأراضي الإسلامية بعد سقوط الخلافة العباسية خاصة.
ثم جاءت المحاضرة لتصف رحلة روي جونزاليز دي كلافيخو التي كانت عبارة عن سفارة أرسلت من قبل ملك مملكة قشتالة “إنريكي الثالث” إلى بلاط تيمور لنك رداً لحسن استضافته للسفارة الأولى التي كان قد بعثها إنريكي الثالث سابقاً.. والذي يبدوا من خلال ما جمعه المحاضر من نصوص أن هذه السفارات كانت لغرض مد جسور العلاقة وتقويتها مع الغازي الجديد والمدمر للممالك والدول الإسلامية ومدنها.
وبحسب المحاضر فقد ترأس هذه السفارة دي كلافيخو رئيس تشريفات بلاط الملك إنريكي الثالث، وقد رافقه كل من: القسّ “فراي ألفونسو بائيز دي سانتا ماريا”، “وغوميز دي سالازار” من أصحاب الرتب في حرسه الخاص، ومعهم الكثير من التحف والهدايا منها قفص يحتوي على صقر وهو ما كانت تشتهر بها إسبانيا آنذاك.
وقد التقى كلافيخو ورفاقه بتيمور في سمرقند. وقد استمرت رحلتهم لما يقارب مائة أسبوع براً وبحراً من شمال إسبانيا إلى سمرقند ذهاباً وإياباً. وقد دوّن مشاهداته لرحلته هذه عند عودته بعد عام 1406 م/ 808 هـ بقليل. وقد بقي منذ ذلك الحين عن اختراع المطبعة ما يقارب من النصف قرن. وقد لاقى كتابه هذا رواجاً بين عامة الناس وعليه نسخت منه الكثير كما ذكر لسترنج في المقدمة.